لا يرجع إلى قوله: {قَوْماً آخَرِينَ} لأنه لم يذكر لهم ذنباً يعذبون من أجله، لكنه راجع إلى قوله: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً}.
ثم قال: {لاَ تَرْكُضُواْ}.
أي: لا تفروا ولا تهربوا. {وارجعوا إلى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ}. أي: إلى ما أنعمتم فيه من عيشكم وإلى، {وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} أي: تسألون عن دنياكم شيئاً. على وجه السخرية بهم والاستهزاء. قاله: قتادة.
وقال مجاهد: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} أي: تنتهون.
وقيل: معناه: لعلكم تسألون شيئاً مما شغلكم عما لكم فيه الصلاح، على التهدد.
وقيل: معناه: لعلكم تسألون عما نزل بكم من العقوبة وعاينتموه من العذاب.
ثم قال تعالى: {قَالُواْ ياويلنآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}.
أي: قالوا لمّا حلَّ عليهم العذاب: يا ويلنا. وهي كلمة يقولها من وقع في هلكة وتقال لمن وقع في هلكة.