معنى الآية: أنها تحذير للمشركين أن يصيبهم ما أصاب من كان قبلهم إذا أشركوا. ومعنى {لَمَّا ظَلَمُواْ}: لما أشركوا.
{وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات}: أي: من عند الله عز وجل بالحجج والبراهين.
وقوله: {وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ} أي: لم يكونوا ليوفِّقوا إلى الإيمان لِمَا تقدم في علم الله عز وجل منهم.
وقيل: المعنى ما كانوا ليؤمنوا جزاءً منه (لهم) على كفرهم طبع على قلوبهم، ودل على ذلك قوله: {كذلك نَجْزِي القوم المجرمين} أي: نطبع على قلوبهم، فلا يؤمنون جزاء بكفرهم.
وقيل: المعنى: كما أهلكنا هذه القرون من قبلكم بشركهم، كذلك أفعل بكم بشرككم، وتكذيبكم رسلكم إن أنتم لم / تتوبوا وتؤمنوا.
وقيل المعنى: ما كانوا ليؤمنوا جزاء بما كذبوا به أَوَّلاً بعد أن تبين لهم الحق، فكان ما ختم لهم به من ترك الإيمان عقوبة لهم على التكذيب أوَّلاً.
ثم قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأرض مِن بَعْدِهِم} أي: جعلناكم أيها المخاطبون تخلفون من مضى من القرون الهالكة بشركهم {لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}: