ومن قرأ بالتاء أجراه على الحكاية عن الميثاق، وما هو كان المعنى قلنا لهم لتبيننه، واختار الطبري وغيره الياء لقوله {فَنَبَذُوهُ} ولم يقل فنبذتموه. والمعنى اذكر يا محمد إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب من اليهود وغيرهم ليبينن أمرك الذي في كتابهم للناس ولا يكتمونه، {فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ} إن كتموا أمر الله عز وجل وضيعوه، ونقضوا ميثاقه {واشتروا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} أي: عرضاً رخيصاً من عرض الدنيا: قبلوا [الرشا] على تركه وكتمانه، ورضوا بالرياسة في الدنيا، [وكتبوا ما كتبوا بأيديهم، وقالوا هذا من عند الله، وحرفوها بثمن قليل أخذوه عليها، وكل ما في الدنيا] قليل {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} به والذي عنى به في هذه الآية: اليهود.

وقيل: عنى بها كل من اوتي علماً بأمر الدين.

قال قتادة: هذا ميثاق أخذه الله عز وجل على أهل العلم فمن علم شيئاً، فليعلمه، وإياكم كتمان العلم فإن كتمانه هلكة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015