وقوله: {أَيْنَ مَا ثقفوا} تمام، ثم قال: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ الله} أي: لكنهم (يعتصمون) بحبل من الله.
قوله: {وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله}، أي: تحملوا وانصرفوا ورجعوا به، وحقيقته: لزمهم ذلك، يقال: تبوأت الدار أي: لزمتها.
(تم السفر الأول من كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية والحمد لله الذي بعونه. .).
قوله: [ عز وجل] { ذلك بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله} أي: تبوءهم الذي باءوا به من غضب الله، وضرب الذلة بدل مما كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق، فكأنهم ألزموا الذلة، والغضب لفعلهم هذا، ثم قال: {ذلك بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} أي: فعل بهم ذلك بعصيانهم واعتدائهم كذلك في موضع نصب وهو ذلك الثاني.
قوله: {لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الكتاب}.
هذا مردود على [قوله] {مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون} ثم قال: {لَيْسُواْ سَوَآءً} أي: ليس المؤمنون والفاسقون سواء وتم الكلام، ويعني بذلك من آمن من أهل الكتاب ومن لم يؤمن.