عام 691 م وهي أن الرسول الأكرم قد اختار لنفسه حرفة التجارة، واشترك في حرب " الفجار " وفي سنة 695 م تزوج النبي من خديجة، وحين كان عمره 35 سنة اشترك في تعمير الكعبة وحلف الفضول. وقد حاول المستشرقون أن يمروا على هذه الأحداث في عمومها مرّ الكرام. بل غضوا أنظارهم تمامًا عن أمر احترافه صلى الله عليه وسلم للتجارة حتى يثبتوا أن ثروته إنما كانت نتيجة لزواجه من خديجة، وقد عبر " حتّى " عن هذا الزواج بقوله: " في زمان يصل بنا إلى دهاليز الفترة التاريخية المضيئة!! " أي أنه قبل ذلك كانت أحداث حياته صلى الله عليه وسلم أساطير وخرافات وهذا زعم مرجعه تعصب " فيليب حتِّى " الدينىّ، وإلا فالحقيقة أن حياته صلى الله عليه وسلم من المهد إلى اللحد كانت مرآة واضحة أمام تاريخ مضىء في بيت الزمان.
أما " مارجوليوث " فيتهم السيدة خديجة ورسول الله صلى الله عليه وسلم اتهامات باطلة، فيقول إنهما كانا وهما نائمان يقومان بعبادة صنم يدعى " عُزّى " وكان هدف المستشرق سابق الذكر أن يثبت فقط أن عبادة الأوثان التي شاعت في مكة قبل البعثة تركت أثرها عليه صلى الله عليه وسلم.
هذا بينما أراد " وليم ميور " أن يثبت من خلال قصة بُحيرا الراهب أن واقعة لقاء الرسول مع الراهب وما أخذه عنه من تعاليم كانت سببًا في كراهية الرسول الأكرم لعبادة الأوثان، وطبقًا لبيانات المستشرقين سابقي الذكر ومزاعمهم تلك، وللسبب نفسه نلاحظ التضاد الظاهر في بيانات كلٍّ منهما، بينما أساس أفكارهما لا يقوم على أية حقيقة صحيحة، بل يقوم على مجرد القياس والتخمين، ولهذا كان استدلالهما بأكمله استدلالاً مضللاً ويتعارض مع الحقائق التاريخية.
وقد خرج " مارجوليوث " من أسفار الرسول التجارية بنتائج محيرة وهى أن ما جاء ذكره في القرآن الكريم من السفن التي تمشي في البحر والطوفان