المعنى: اختلف القرّاء في «لا يسمعون» من قوله تعالى: لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (سورة الصافات آية 8).
فقرأ مدلول «شفا» والمرموز له بالعين من «عرف» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وحفص» «لا يسّمّعون» بتشديد السين، والميم، على أن الأصل «يتسمّعون» مضارع «تسمّع» الذي هو مطاوع «سمّع» مضعف العين، ثم أدغمت التاء في السين، لقربهما في المخرج: إذ «التاء» تخرج من طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا، و «السين» تخرج من طرف اللسان، وأطراف الثنايا السفلى، كما أنهما مشتركان في الصفات الآتية: الهمس، والاستفال، والانفتاح، والإصمات. وحسن حمله على «تسمّع» لأن «التّسمّع» قد يكون، ولا يكون معه إدراك سمع، وإذا نفي «التّسمّع» عنهم فقد نفي سمعهم من جهة «التّسمّع» ومن غيره، فذلك أبلغ في نفي السمع عنهم.
وقرأ الباقون «لا يسمعون» بإسكان السين، وتخفيف الميم، على أنه مضارع «سمع» الثلاثي.
والمعنى: أنه نفى السمع عنهم بدليل قوله تعالى: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (سورة الشعراء آية 212).
قال ابن الجزري:
عجبت ضمّ التّا شفا ... ............
المعنى: اختلف القرّاء في «عجبت» من قوله تعالى: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (سورة الصافات آية 12).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «عجبت» بتاء المتكلم ولا تكون إلا مضمومة، والمعنى: قل يا «محمد» بل عجبت أنا من إنكار المشركين للبعث مع قيام الأدلة على إمكانه.
أو أن الله تعالى ردّ «العجب» إلى كل من بلغه إنكار المشركين للبعث من