بين أسفارهم، ويجعل الطريق بين «اليمن والشام» صحارى مقفرة، ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل، وحمل الزاد، والماء، في جمع حاشد من الحراب، والبعيد، وذلك ليتفاخروا بمظاهرهم على الفقراء.
قال ابن الجزري:
... وصدّق الثّقل كفا ... .........
المعنى: اختلف القرّاء في «صدق» من قوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ (سورة سبأ آية 20).
فقرأ مدلول «كفى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «صدّق» بتشديد الدال على التضعيف، ووجه ذلك: أنه عدّى «صدّق» إلى «ظنّه» فنصبه على معنى: أن
إبليس صدّق ظنه فصار يقينا حين اتبعه الكفار، وأطاعوه في الكفر، والمعنى: ولقد حقّق «إبليس» في أهل سبأ ظنّه، وذلك باستعدادهم لقبول إغوائه فاتبعوه، وانغمسوا في الشهوات، والآثام، إلّا فريقا من المؤمنين.
وقرأ الباقون «صدق» بعدم التشديد، على أصل الفعل، ووجه ذلك أنه لم يعدّ «صدق» إلى المفعول، لكن نصب «ظنّه» على نزع الخافض، أي صدّق في ظنّه حين اتبعوه.
قال ابن الجزري:
............... ... وسمّ فزّع كمال ظرفا
المعنى: اختلف القرّاء في «فزّع» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ (سورة سبأ آية 23).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كمال» والظاء من «ظرفا» وهما: «ابن عامر، ويعقوب» «فزّع» بفتح الفاء والزاي مع التشديد، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربّك» في قوله تعالى: وَرَبُّكَ عَلى كُلِ