المعنى: اختلف القرّاء في «أكل خمط» من قوله تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ (سورة سبأ آية 16).

فقرأ مدلول «حما» وهما: «أبو عمرو، ويعقوب» «أكل خمط» بضم الكاف، وترك التنوين، على إضافة «أكل» إلى «خمط» من إضافة الشيء إلى جنسه نحو: «ثوب خزّ» أي من «خزّ» والأكل: الجنى، وهو «الثمر» و «الخمط» في قول «أبي عبيد القاسم بن سلام» ت 224 هـ: كل شجرة مرّة الثمر ذات شوك، ولمّا لم يحسن أن يكون «الخمط» بدلا من «أكل» لأنه ليس الأول، ولا هو بعضه، ولم يحسن أن يكون نعتا لأن «الخمط» اسم شجر فهو لا ينعت به، وكان «الجنى» من الشجر أضيف على تقدير «من» نحو: «باب ساج» أي من ساج.

وقرأ «نافع، وابن كثير» «أكل خمط» بإسكان الكاف (?) وتنوين اللام، على أنه مقطوع عن الإضافة، وذلك على أنّ «خمط» عطف بيان على «أكل» فبين أن «الأكل» وهو: «الثمر» من هذا الشجر وهو: «الخمط» إذ لم يجز أن يكون «الخمط» بدلا، ولا نعتا ل «أكل» على ما سبق ذكره، ولما عدل به عن الإضافة لم يكن فيه غير عطف البيان، لأنه بيان لما قبله.

وقرأ الباقون وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «أكل خمط» بضم الكاف مع التنوين، وقد تقدم توجيه ذلك.

قال ابن الجزري:

......... نجازي اليا افتحن ... زاي الكفور رفع حبر عمّ صن

المعنى: اختلف القرّاء في وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ (سورة سبأ آية 17).

فقرأ مدلولا «حبر، عمّ» والمرموز له بالصاد من «صن» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وشعبة» «يجازى» بالياء المضمومة، وفتح الزاي، مبنيّا للمفعول، و «الكفور» بالرفع، نائب فاعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015