وقرأ الباقون «مهدا» بفتح الميم، وإسكان الهاء، وحذف الألف، وهما مصدران، يقال: «مهدته مهدا ومهادا». وقيل: «المهاد» جمع «مهد» مثل:

«كعب» جمع «كعاب». والمهد، والمهاد: اسم لما يمهّد، مثل: «الفرش، والفراش» اسم لما يفرش.

تنبيه: اتفق القرّاء العشرة على قراءة «مهادا» من قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (سورة النبأ آية 6). بكسر الميم، وفتح الهاء، وإثبات ألف بعدها. فإن قيل: لماذا لم يرد في موضع «النبأ» «مهدا» كما ورد في موضعي:

طه، والزخرف؟ أقول: لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التلقي، ولا مجال للرأي فيها.

قال ابن الجزري:

...... واجزم ... نخلفه ثب ...

المعنى: اختلف القرّاء في «لا نخلفه» من قوله تعالى: لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (سورة طه آية 58).

فقرأ المرموز له بالثاء من «ثب» وهو «أبو جعفر» لا «نخلفه» بإسكان الفاء، ويلزم منه حذف صلة هاء الضمير، وذلك على أنه مضارع مجزوم في جواب الأمر قبله وهو قوله تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً أي إن تجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه.

وقرأ الباقون «لا نخلفه» برفع الفاء مع صلة هاء الضمير حالة وصل الكلمة، بما بعدها، على أنه مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم.

والجملة في محل نصب صفة ل «موعدا».

قال ابن الجزري:

............ ... ... سوى بكسره اضمم

نل كم فتى ظنّ ... ... ............

طور بواسطة نورين ميديا © 2015