قال ابن الجزري:
... والأخير كم ظرف ... فتى ..........
المعنى: اختلف القراء في «يروا» من قوله تعالى: أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ (سورة النحل آية 79).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» والظاء من «ظرف» ومدلول «فتى» وهم: «ابن عامر، ويعقوب، وحمزة وخلف العاشر» «تروا» بتاء الخطاب، لمناسبة الخطاب في قوله تعالى قبل: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (آية 78)، فجرى الكلام على نسق واحد وهو الخطاب.
وقرأ الباقون «يروا» بياء الغيب، وفي ذلك توجيهان:
الأول: أن يكون ذلك على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
الثاني: أن يكون لمناسبة الغيبة في قوله تعالى قبل: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ (آية 73).
قال ابن الجزري:
.......... ... ..... تروا كيف شفا والخلف صف
المعنى: اختلف القراء في «يروا كيف» من قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (سورة العنكبوت آية 19).
فقرأ مدلول «شفا» والمرموز له بالصاد من «صف» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة» بخلف عنه «تروا» بتاء الخطاب، لمناسبة الخطاب الذي في قوله تعالى قبل: وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ (آية 18) والمعنى: قل يا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم للمكذبين برسالتك: «أو لم تروا كيف