قال ابن الجزري:
... وفي وطأ وطاء واكسرا ... حز كم ......
المعنى: اختلف القرّاء في «أَشَدُّ وَطْئاً» من قوله تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا (سورة المزمل آية 6).
فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» والكاف من «كم» وهما: «أبو عمرو، وابن عامر» «وطاء» بكسر الواو، وفتح الطاء، وألف ممدودة بعدها همزة، على وزن «فعال» مثل: «قتال» مصدر: «واطأ يواطئ وطاء» والمدّ حينئذ من قبيل المتصل، فكل يمدّ حسب مذهبه.
والمعنى على هذه القراءة: إن ساعات الليل، وأوقاته أشدّ مواطأة، أي موافقة، من قولهم: واطأت فلانا على كذا مواطأة ووطاء: إذا وافقته عليه.
وقال «مجاهد بن جبر» ت 104 هـ: هي أشدّ موافقة بين السمع، والبصر، والقلب، واللسان، لانقطاع الأصوات، والحركات فيها، ومنه قوله تعالى: لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ (سورة التوبة آية 37) (?).
وقرأ الباقون «وطأ» بفتح الواو، وسكون الطاء بلا مدّ ولا همز، على وزن «فعل» مثل: «قتل» مصدر «وطئ يطأ وطأ».
قال «ابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري» ت 276 هـ: «إن ساعات الليل أثقل على المصلي من ساعات النهار، من قول العرب: اشتدت على القوم وطأة السلطان: إذا ثقل عليهم ما يلزمهم منه» اهـ (?).