المعنى: لا زال الحديث عن بيان فضل أهل القرآن، فحفاظ القرآن هم أهل الله وخاصته، يؤيد ذلك الحديث التالي:
فعن «أنس بن مالك» رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله أهلين من الناس، قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته» اهـ (?).
ومن فضل أهل القرآن أن الله عزّ وجلّ يفاخر بأهل القرآن ملائكته، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على حبّ الله لهم، يوضح هذا المعنى الحديث التالي:
فعن «أبي هريرة» رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» اهـ (?).
قال ابن الجزري:
وقال في القرآن عنهم وكفى ... بأنه أورثه من اصطفى
المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذا البيت، إلى قول الله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (سورة فاطر الآية 32).
قال ابن الجزري:
وهو في الأخرى شافع مشفّع ... فيه وقوله عليه يسمع
يعطى به الملك مع الخلد إذا ... توّجه تاج الكرامة كذا
يقرا ويرقى درج الجنان ... وأبواه منه يكسيان
المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى بهذه الأبيات إلى بعض الأحاديث الواردة في فضل حفاظ القرآن: