الناس مسلطة على المستقيم أكثر من غيره. وتتبعهم لسقطاته، أشد من غيره فاتقوا الله تعالى يا شباب الصحوة، فيما أُلبستم إياه من لباس التقوى، وحليتم به من حلة الدعوة، لا ترخصوه فترخصوا، لا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فتضلوا وتُضلوا لا تشتروا العاجل بالآجل، كونوا دعاة خير وهدى، أعواناً على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
يا من هو على ثغرة من ثغور الإسلام، أياً كانت هذه الثغرة. سواء كان جهداً في مدرسة، أو نشاطاً في مسجد أو حتى جهد الرجل في بيته وبين أهله وأولاده، فالله الله، أن يؤتى الإسلام من هذه الثغرة والسبب هو أنت، بخلق رديء، أو تصرف غير سديد، فتأثم عند الله -عز وجل-،وتأخذ إثم من تبعك في ذلك: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)} [العنكبوت:12،13]،وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)} [النحل:24،25].