وَفِيهِ:
فاغْفِرْ فِدَاء لَكَ مَا اقْتَفَيْنا إطْلاق هَذَا اللَّفْظِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى مَحْمُول عَلَى الْمَجَازِ والاسْتِعارة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفَدَّى مِنَ المَكارِه مَن تَلْحَقُه، فَيَكُونُ المرادُ بالفِدَاء التعظيمَ والإكْبار، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُفَدِّي إِلَّا مَنْ يُعَظِّمه، فيَبْذُل نَفْسَهُ لَهُ.
ويُروى «فِدَاءٌ» بِالرَّفْعِ عَلَى الابِتداء، والنَّصْب عَلَى المصْدر.
(س) فِيهِ «هَذِهِ الْآيَةُ الفَاذَّة الجامِعَة» أَيِ المُنْفَرِدَة فِي مَعْناها. والفَذّ: الواحِد.
وقَدْ فَذَّ الرجُل عَنْ أَصْحَابِهِ إِذَا شَذَّ عَنْهُمْ وبَقِي فَرْداً.
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ (?) : كُلُّ الصَّيْد فِي جَوْف الفَرَإ» : الفَرَأ مَهْموز مَقْصور: حِمَار الوحَش، وجَمْعه: فِرَاء (?) . قَالَ لَهُ ذَلِكَ يَتَألَّفُه عَلَى الْإِسْلَامِ، يَعْنِي أَنْتَ فِي الصَّيْد كحِمَار الوَحْش، كُلّ الصَّيْد دُونَه.
وَقِيلَ: أَرَادَ إِذَا حَجَبْتُك قَنِعَ كُلُّ مَحْجوب ورَضِي، وَذَلِكَ أنَّه كَانَ حَجَبه وأذِنَ لغَيْره قَبْله.
فِيهِ ذِكْرُ «فِرَبْر» وَهِيَ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَفَتْحِهَا: مَدِينَةٌ ببلادِ التُّرك مَعْرُوفَةٌ، وَإِلَيْهَا يُنسب محمد بن يوسف الفِرَبْرِيّ، رواية كِتَابِ الْبُخَارِيِّ عَنْهُ.
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ «قَالَتْ لأهْل الكُوفة: أتَدْرُون أيَّ كَبِدٍ فَرَثْتُم لِرَسُولِ اللَّهِ؟» الفَرْث: تَفْتِيتُ الكَبِد بالغَمِّ والأذى.