حيث شاء الله عز وجل، فيأتيهم مِثْلَ السَّحَابَةِ، فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أذن سمعت، فيقولون: أمطري علينا، فلا تزال تمطر عليهم حتى ينتهي ذلك، ثم يبعث الله ريحاً غير مؤذية، فتتسف كُثْبَانًا مِنْ مِسْكٍ، عَنْ أَيْمَانِهِمْ، وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ، فيوجد ذلك المسك في نواصي خيلهم، وفي مفارقها، وفي رؤوسها، ولكل رجل منهم جهة على ما اشتهت نفسه، فيعلق المسك بهم، ويعلق بالخيل، ويعلق بما سِوَى ذَلِكَ مِنَ الثِّيَابِ، ثُمَّ يَنْقَلِبُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فإن الْمَرْأَةُ تُنَادِي بَعْضَ أُولَئِكَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ? أما لك فينا حاجة? فيقول: من أَنْتِ? فَتَقُولُ: أَنَا زَوْجَتُكَ، وَحِبُّكَ، فَيَقُولُ: مَا علمت بمكانك، فتقول أو ما علمت أن الله قَالَ:
{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أخْفِي لَهُمْ مِنْ قرَّةِ أعْيُن جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْملون} . [32- السجدة- 17] .
فيقول: بلى وربي، فلعله يشغل بعد ذلك الوقت، لَا يَلْتَفِتُ، وَلَا يَعُودُ، مَا يَشْغَلُهُ عَنْهَا إلى ما هو فيه من النعمة والكرامة".1 وهذا حديث مرسل غريب جداً.