أبو القاسمِ الهاشميُّ، أنا أبو عليٍّ اللؤلئي: أنا أبو داودَ: ثنا أحمدُ بن حنبلٍ: ثنا الوليدُ بن مسلمٍ: حدثني صفوانُ، عن عبد الرحمن بن جُبيرِ بن نُفيير، عن أبيه، عن عوفِ بن ماللث الأشجعيِّ، قال: خرجتُ مع زيدِ بن حارثةَ في غزوةِ مؤتةَ، ورافقني مددي من أهل اليمن، فلقينا جموعَ الروم، وفيهم رجلٌ على فرسٍ أشقرَ، عليه سَرْجٌ مُذْهَبٌ، وسلاحٌ مذهَبٌ، فجعل الروميُّ يغري بالمسلمين، وقعد له المدديُّ، فمرَّ به الروميّ، فَعَرْقَبَ فرسَه، فخرَّ، وعلاه فقتلَه، وحاز فرسَه وسلاحَه، فلما فتحَ الله على المسلمين، بعثَ خالدُ بن الوليدِ إليه، فأخذ السلَبَ.
قال عوف: فأتيته، فقلت: يا خالدُ! أما علمتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسَّلَب للقاتل؟ قال: بلى، ولكن استكثرته.
قلت: لتردَّنَّه عليه، أو لأعرفنكها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أن يردَّ عليه.
قال عوفٌ: فاجتمعنا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقصصت عليه قصةَ المددي، وما فعلَ خالدٌ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا خَالِدُ! رُدَّ عَلَيْهِ ما أَخَذْتَ مِنْهُ".
قال عوف: فقلت: دونَك يا خالدُ، ألم أفِ لكَ؟.
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِمَا ذلك؟ "، فأخبرتُه، فغضب، قال: "يَا خَالِدُ! لا تَرُدَّ عَلَيْهِ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لي أُمَرَائِي، لَكُمْ صَفْوُ أَمْرِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ كَدرُهُ" (?).