وللحفاظ طريق معروفة في الرجوع في مثل هذا وإنما/ (هـ173/ب) يعول1 في/ (ر164/أ) ذلك منهم2 على النقاد المطلعين3 منهم كما مضى ويأتي ولهذا كان كثير منهم يرجعون عن الغلط إذا نبهوا عليه كما رويناه في تاريخ عباس بن محمد الدوري4 عن يحيى بن معين قال: حضرت مجلس نعيم بن حماد5 بمصر، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه، قال فقرأ ساعة، ثم قال: ثنا ابن المبارك عن ابن عون، فذكر أحاديث، فقلت له: "ليس هذا عن ابن المبارك فغضب وقال: ترد علي؟ "
قلت: "نعم أريد زينك، فأبى أن يرجع".
فقلت: "والله ما سمعت أنت هذه الأحاديث من ابن المبارك من6 ابن عون"، فغضب هو وكل من كان عنده، وقام فدخل البيت فأخرج صحائف، فجعل يقول: "نعم يا مبارك ما غلطت"7 وكانت هذه الصحائف يعني مجموعة، فغلطت، فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما رواها لي عن ابن عون غير ابن المبارك. قال فرجع عنها8.
وكما روينا في ترجمة البخاري تصنيف وراقه محمد بن أبي حاتم أنه سمعه يقول: