من شهر ثم أصيب بإسهال شديد مع رمي الدم1. قال السخاوي "ولا أستبعد أنه أكرمه الله بالشهادة فقد كان الطاعون ظهر"2 ثم أسلم الروح إلى باريها في أواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة يوم السبت الموافق للثامن عشر من الشهر المذكور3.
وحضر جنازته الشيوخ وأرباب الدولة وجمع غفير من الناس وازدحموا في الصلاة عليه حتى حزر أحد الأذكياء من مشى في جنازته بأنهم نحو الخمسين ألف إنسان وواروا جثمانه بتربة بني الخروبي بالقرب من الإمام الشافعي4.
كان يوم موته عظيما على المسلمين وحتى على أهل الذمة، ورثاه عدد من الشعراء منهم الشهاب الحجازي بقصيدة تضم أكثر من خمسين بيتا مطلعها:
كل البرية للمنية صائرة ... وقفولها شيئا فشيئا سائرة
والنفس إن رضيت بذا ربحت وإن ... لم ترض كانت عند ذلك خاسرة5
ورثاه تلميذه البقاعي بقصيدة مطلعها:
رزء ألم فقلت الدهر في وهج ... وأعقل الناس منسوب إلى الهوج6
ورثاه أغلب شعراء عصره بأمهات القصائد7. ولا يتسع المجال لذكرها - رحمه الله - وأكرم مثواه.