النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقَبِّلها ويخرج إلى الصَّلاة ولا يتوضّأُ"، وكان حقُّ هذا الحديث أَنْ يجعلَ في الوجه الأَوّل؛ لولا الخلاف في ثبوته؛ مع أَن الرّاجح: تحسينُه -كما سيأْتي-.
77 - قال الْمُصَنِّف (?):
"بل يشهد حديث عائشة بخلافه: لكن فيه نظر؛ لأَن في إسناده انقطاعًا".
قال الفقير لعفو ربِّه: لكن الحديث له شواهدُ؛ منها:
الأوَّلُ: ما أخرجه مسلم (?)، والتّرمذيُّ (?) -وصحّحه-، عن عائشة، قالت: فقدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الفراش، فالتَمسْتُه، فوضعت يدي على باطن قدميه -وهو في المسجد- وهما منصوبتان؛ وهو يقول: "اللَّهمّ إنّي أَعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأَعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أَنت كما أثنيت على نفْسِك".
الثاني: ما أخرجه الشيخان (?) من حديث أَبي سلمة، عن عائشة، قالت: "كنت أَنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورِجلاي في قِبْلَتِه، فإذا سجد غَمَزَني؛ فقبضت رِجلِي، فإذا قام بسطتُهما؛ والبيوت -يومئذٍ- ليس فيها مصابيح"، وفي لفظ: "فإذا أراد أَن يسجد غَمَزَ رِجْلِي فَضَمَمْتُها إليَّ ثمّ سجد".
الثّالثُ: ما أخرجه النسائيّ (?) عن عائشة، قالت: "إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَيُصلِّي، هاني لَمُغتَرِضَةٌ بين يدَيه اعتِراضَ الجِنازة، حتَّى إذا أَراد أَنْ يُوتِر مَسَّني برِجله"، وهو من طريق محمّد بن عبد الله بن الحكم،