وقوله - جل جلاله -: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) .
حجة لمن يدعو في الحجج، إليه، إذ كان هاديًا إلى الرشد على الحقيقة، فلا أعرف عذر من ينحرف فيها عنه، بعد مدح الله - جل جلاله - الإنس
والجن بالدعاء، وذمه المنحرفين عنه، وقد لخصناه في كتابنا المؤلف في
"شرح النصوص "فأغنى ذلك عن إعادته.
* * *
دليل على أن العرب تسمي بالاسم الواحد المعاني الكثيرة، إذ الجد في هذا الموضع العظمة والجلال، وفي غيره البخت وأبو الأب.
وفيه - أيضاً - رد على المعتزلة فيما يزعمون: أن الشيء إذا سمي به
شيء لم يعد به إلى غيره، وقد لخصنا خطأه عليهم في غير موضع.
ومثله قوله: (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) ،