وأما استمرار السَّلف عليها، فلإنكار سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- على من رفع صوته، بقوله: «استغفروا لأخيكم» ، فقال له سيدنا عبد الله: «لا غفر الله لك» (?) ، وما قال له ذلك؛ إلا لكونه أحدث حدثاً في الدِّين، لم يكن في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، وعليه فنقول: رفع الأصوات خلف الجنائز لا يحبّه الله، ولا هو من العمل الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكلُّ ما كان كذلك فهو ردٌّ على صاحبه، فَرَفْعُ الأصوات خلف الجنائز رَدٌّ على صاحبه؛ لنصِّ الحديث المحكم، قال مالك -رحمه الله تعالى-: «ومن أحدث في هذه الأمة شيئاً، لم يكن عليه سلفها، فقد زعم أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خان الدِّين؛ لأنَّ الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] ، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً» (?) .

وقال سيدنا حذيفة بن اليمان (?) -رضي الله عنه-: «كلُّ عبادة لم يتعبَّدها أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا تتعبدوها، فإنّ الأولَ لم يدع للآخر مقالاً، فاتَّقوا الله يا معشر القُرَّاء، وخذوا بطريق مَن كان قبلكم (?) » ونحوه لابن مسعود -رضي الله عنه- (?) ا. هـ.

والخير كله في اتباع من سلف ... والشر كله في ابتداع من خلف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015