«ما تفعله طوائف باليمن وغيرهم من الاجتماع على إنشاد الأشعار (?) والمدائح [مع ذكر مسجع، هل] (?) هو ذكر أم لا؟ وهل يفرق بينه وبين الأشعار الغَزليّة (?) ... ، بما مآله: «إنَّ إنشاد الشعر وسماعَه، إن كان فيه حثٌّ على خير، أو نهي عن شر، أو تشويق إلى التأسي بأحوال الصالحين، والخروج عن النَّفس ورعونتها، وحظوظها، [والدأب] (3) والجد في التحلِّي بمراقبة الحقِّ في كل نَفَس، ثم الانتقال في شهوده في كل ذرة من ذرات الوجود، كما أشار إليه الصَّادقُ المصدوقُ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «الإحسانُ: أنْ تعبدَ اللهَ كأنّك تراه، فإنْ لم تكن تراه؛ فإنه يراك» (?) ، فكل من الإنشاد والاستماع سنة ... ، والمنشدون والسامعون مأجورون مثابون، إن صلحت نياتهم (?) ، وصَفَتْ سرائرُهم، وأما إن كان بخلاف ذلك ... مما يناسب (?) أغراضهم الفاسدة، وشهواتهم المحرَّمة، فهم عاصون آثمون» (?) . وأما ادّعاؤه بأنَّ مواضيع القصائد وحال المنشدين والمستمعين في هذه الأيام من قبيل ما ذكر في صدر هذه الفتوى، فإننا نترك الحكمَ فيه لأهل الإنصاف.