أما الشعر نفسه فأمره ثانوي.

أقول مرة أخرى: لم تكن هذه الطريقة هي الشيء المرجو فماذا كانت تصبح قيمة ذلك الذي طال ترقبه.

ذلك الهدوء الذي طال ترجيه، ذلك الوقار الخريفي وحكمة العمر؟

وبعد بضع صفحات:

وهكذا تراني هنا على الجادة، بعد عشرين سنة

عشرين سنة بددتها بسخاء، سنوات ما بين حربين، محاولاً أن أتعلم استعمال الألفاظ، وكل محاولةٍ، بدء جديد، ونوع جديد من الإخفاق

لأني لم أتعلم إلا التحكم بالألفاظ

المتصلة بشيء لم أعد أريد التحدث عنه

أو بالطريقة التي أصبحت لا أميل إلى التعبير بها

وكل محاولة بدء جديد، هجوم على مبهم يمتنع على الإبانة،

بمعدات متهرئة لا يزال يدركها الفساد،

في حومة الشعور الطاغي،

وأمام كتائب من العاطفة جامحة على النظام (?)

فهذه الأبيات تنص حقاً؟ حتى حين يتردد فيها ذكر " الشعور " و " العاطفة " التي أسقطت من الشعر قبل ربع قرن مضى؟ على الألم؛ ذلك الألم الذي أعلنه اليوت في كتابه عن دانتي وقال إنه ليس مصدر الشعر وحسب بل هو مادته الوحيدة. لقد اعترف أنه يشعر بعد نظم الشعر " براحة مفاجئة من عبء فادح " وقال في موضع آخر: " وعلينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015