جبلين حجارتها حمراء كالمغرة» . كما وصف قلعة الأخيضر، على طريق تبوك، بأنها «في عقبة تحيط بها الجبال، وفي طرفها مما يلي الشام عقبة ضيقة وعرة ذات جنادل كبار» ، وتكلم على ما يحيط ببلدة المعلى من جبال «عالية» مرتفعة» .
ومثلما اهتم السويدي بوصف ظواهر السطح المعقدة، فإنه اهتم أيضا بوصف الأراضي المنبسطة، سعتها، وشكلها، وطبوغرافيتها، من ذلك وصفه منطقة الفرحاتية، من أعمال دجيل، بأنها بر أفيح (أي واسع) ذو حصى دقاق، ووصفه للمناطق التي تحيط بالبلاليق بأنها «بلق بيض» ، والبلقاء بأنها «أرضها خاليه عن النبت والشجر» وأن «حجارتها متلونة بالسواد والبياض» وإشاراته إلى «الجنادل السود» في أرض «مشقوق» وفي «تل عطشان» من نواحي الجزيرة. ووصفه لمجاري الانحسار إن كانت صخرية أو رملية، وقوله عن الكثبان الرملية في جنوبي الأردن إن «الرمل كثير متراكم تسوخ فيه الأقدام، وهذا الرمل يبدو بلون أحمر، ولذا فإن منظر الحصى الأبيض الصغار على الأرض الحمراء يشبه الأرز الأبيض» وملاحظته أن أرض هدية على طريق الحجاز «كثيرة الرمل» ومثل هذه الإشارات يدل على قوة ملاحظة، واهتمام يجعله أقرب إلى اهتمامات عالم الصخور Petrologist منه إلى مجرد عالم ذي ثقافة دينية تقليدية ماض في طريقه إلى الحج.
وجه السويدي عنايته إلى وصف مصادر المياه المختلفة في المدن والقرى والنواحي التي مر بها، حتى إنه يندر أن دخل مدينة أو قرية إلا وتطرق إلى مصادر مياهها، من أنهار وبرك وعيون، ولم ينزل موضعا على الطريق إلا وأتى على ذكر ما يتوفر فيه من ماء وكميته ومذاقه أيضا، وربما أراد من تفصيله في هذا الأمر أن يكون كتاب رحلته دليل سفر للذين سيسلكون الطريق نفسه من بعد، فضلا عن اتساق ذلك مع اهتماماته العامة في رصد الظواهر الطبيعية والطبوغرافية فيما يمر به من بلاد، من ذلك إشارته إلى نهر الحسيني «وهو جدول يخرج من دجيل» ، وإلى نهر الفرحاتية» من أعمال دجيل أيضا، ووصف نهر قويق