ابن قاضي شهبة أن المؤلف دُفِن بالقَرافَة (?) عند ابن أبي جمرة (?) اهـ. رحم الله الجميع، وألحقني بهم على خير حال.
مما يصور مكانة الشخص، وأثره في النفوس المحيطة به، والوفاء له، أن تُذكَر محاسنه ويثنى عليه بعد موته بما هو أهله، وهذا ما حدث بالنسبة لابن سيد الناس، فقد قال الصفدي: ولما بلغتني وفاته، قلت أَرثيه: ... وساق قصيدة بلغت واحدًا وأربعين بيتًا، ومحتواها يدل على أن ما أشار إليه ابن فضل الله العمري من انحراف الصفدي عن شيخه كما تقدم، قد زال، ولله الحمد، وفي مطلع المرثية يقول الصفدي:
ما بَعْدَ فَقدِك لي أُنس أُرجِّيهِ ... ولا سرور من الدنيا أُقضِّيه (?)
ومما يناسب المقام منها تلك الأبيات التي اخترتها وهي:
يا حافظًا ضاع (?) نشر العلم منه إلى ... أن كاد يعرفه من لا يُسمِّيه
صان الرواية بالإسناد فامتنعت ... ثغورها حين حاطتها عواليه
ويقول:
حفظتَ سنة خير المرسلين فما ... أراك تُمسي مُضاعًا عند باريه
لله سعيك من حبر تبحر في ... علم الحديث فما خابت مساعيه
وهل يخيب معاذ الله سعيُ فتَى ... في سنة المصطفى أَفنى لياليه