تقدَّمت عنده طريق سفيان عن عمرو (?) التي لا شك فيها، وإن اختلفت ألفاظ الخبرين فهما واحد على طريقته لا يضره ذلك، فهذا الحديث عند مسلم كالمتابعة، والشاهد له، وصح الحديث عند مسلم بمجموع المسندين.
وأمَّا الثَّاني: فلفظ الحديث الذي صححه التِّرمذيُّ (?) من رواية ابن عباس عن ميمونة: "كنت أغتسل أنا ورسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - من إناء واحد من الجنابة" وهذا مسألة لم يختلف فيها.
وأمّا حديث ابن جريج عن عمرو (?) الذي وقع الشَّك فيه، فلفظه: "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة"؛ وهذا موضع النزاع، ولم يصحح التِّرمذيُّ هنا غير حديثين: أحدهما: الذي ذكرنا في اغتسالهما من إناء واحد وهو حديث: يغتسل بفضل ميمونة عن رواية عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس (?). واحد من مخرج واحد، وإن اختلف على ابن عيينة فيه؛ فبعضهم يجعله عن ابن عباس، عن ميمونة (?). وبعصهم عن ابن عباس (5) ... الحديث إلى آخره، كما اختار البُخاريّ (5).