كما أنكرت ما لا ينبغي أن تنكره، فخاطبها بضد المعنى تأنيبًا (?) كما قيل في قوله عزَّ وجلَّ: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}، وكما تقول فيمن كفّ عن السؤال فيما جهله: أمَّا أنت فاستغنيت أن تسأل عن مثل هذا، أي لو أنصفت نفسك ونصحت لها لسألت.
وقال غيره: هو كما يقال للشاعر إذا أجاد: قاتله الله ما أشعره، وأخزاه الله لقد أجاد، ومنه الحديث: "ويل أمه مسعِّر حرب" (?).
قال أبو (?) عمر: وهذا كله عندي فرار من الدعاء على عائشة صريحًا (?)، فإن ذلك غير ممكن من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عندهم.
وأنكر أكثر أهل العلم باللغة والمعاني أن تكون هذه اللفظة بمعنى الاستغناء، وقالوا: لو كانت (?) بمعنى الاستغناء لقال (?): أتربت يمينك، أي: افتقرت من العلم. انتهى.
وعلى تقدير هذا القول الأخير: أي افتقرت من العلم، فيكون المراد الخبر لا الدعاء، ويكون معنى افتقرت: أي افتقرت من معرفة هذه المسألة الخاصة. والله أعلم.
وقول أم سليم (?): إن الله لا يستحيي من الحق؛ ممهد لبسط عذرها، فيما تريد