"من عبد الله المأمون وأخيه أبي إسحق الخليفة من بعده" بهذا النص فقيل: إن ذلك وقع بأمر المأمون، وقيل: بل كتبوا ذلك وقت غشي أصابه فأقام العباس عنده أيامًا حتى مات، وكان المأمون قد كتب وصية تطول حكايتها ضمنها تحريض الخليفة بعده على حمل الخلق على القول بخلق القرآن، ثم توفي في رجب ودفن بطرسوس. واستقل أمير المؤمنين المعتصم بالخلافة فكان من سعادة المأمون موته قبل أن يحضر أحمد بن حنبل إلى بين يديه، فلم يكن ضربُهُ على يديه، وكانت هذه الفتنة عظيمة الموقع. وأول من امتحن فيها من العلماء عفان بن مسلم الحافظ، ولا دعي وعرض عليه القول بخلق القرآن فامتنع قيل: قد رسمنا بقطع عطائك، وكان يعطى ألف درهم في كل شهر فقال: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (?)، وكانت عنده عائلة كثيرة قيلَ فدقّ عليه الباب داقٌّ في ذلك اليوم لا يعرف وقال: خذ هذه الألف ولك كل شهر عندي ألفٌ يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبّتَّ الدين. ثم امتحن الناس بعده قال محمد بن إبراهيم البوشَنْجي (?): سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبينت الإجابة في دعوتين؛ دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل، فلم أر المأمون؛ مات بالبدندون، وهو نهر الروم، وأحمد محبوس بالرقة حتى بويع المعتصم بالروم ورجع فرد أحمد إلى بغداد، وأما التوكل فإنه لما أَحضرَ أحمد دار الخلافة ليحدث ولده قعد له التوكل في خوخة حتى نظر إلى أحمد ولم يره أحمد. قال صالح بن أحمد بن حنبل (?): لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس ردا في أقيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015