الطبقة الثانية عشرة فيمن وقعت وفاته من سنة ست وسبعين ومائة وألف إلى ختام سنة مائتين وألف

الوحيد عبد الحق اللّبدي

عبد الحق بن عبد الباقي بن عبد الحق النابلسي اللّبدي، الشيخ الفاضل الفقيه النحرير الورع المتقشف أبو النجاح وحيد الدين.

قدم دمشق من قريته كفر اللبد من قرى نابلس، وأخذ في طلب العلم بعد أن تلا القرآن العظيم، فلازم عمه ناصح الدين مصطفى بن عبد الحق المتقدم ذكره وكان ذلك في حدود الثلاثين والمائة والألف، وتفقه بعمه المذكور وبالشيخ البركة أبي التقى عبد القادر بن عمر التغلبي، وقرأ التفسير والحديث والعربية على شيخ الإسلام الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي مفتي دمشق وهو جدي الأول، وكان مشاركًا في ذلك العلامة الشمس محمد بن أحمد السفاريني، وقرأ على غير هؤلاء بدمشق ثم رجع إلى قريته كفر اللبد وهو فاضل متفوق، وانتفع به أهلها وصار يدرس ويفتي بها، وكان يقع بينه وبين صاحبه الشمس السفاريني المقدم ذكره (?) أمور في الفتوى ومباحث وغالبًا يظهر الحق في ذلك مع صاحب الترجمة، وكان رجلًا صالحًا عالمًا عاملًا كامل المروءة وافر الحرمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015