ولد ليلة الاثنين عاشر شهر ربيع الأول سنة سبعين وثمانمائة، وأخذ العلم عن أبيه وغيره (?)، وكان من العلماء الخيرين المتبحرين في الفقه والفرائض وغيرهما. وانتهت إليه رئاسة المذهب، وقصد بالفتاوى من سائر الأقطار، وانتفع الناس به فيها وفي الاستفادة، وتعاطى الشهادة على وجه اتقان وتقوى لم يسبق إليه، وفوّض إليه القضاء في الدولة العثمانية قاضي القضاة زين العابدين الفنري في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، ثم ترك القضاء آخرًا، وأقبل على العلم والعبادة. قال الحافظ النجم الغزي العامري في الكواكب السائرة، وكان من أخص أصحاب شيخ الإسلام الجد القاضي رضي الدين وشيخ الإسلام الوالد البدر الغزي، وله على الوالد مشيخة، وللوالد عليه مشيخة أيضًا أخذ عنه كثيرًا من نظمه وتأليفه، وهو الذي أشار عليه بالكتابة على الفتوى بمحضر من والده شيخ الإسلام رضي الدين الغزي المتقدم ذكره، وكان يمنعه أولًا من الكتابة في حياة شيوخه، فاستأذن له في الكتابة صاحب الترجمة فأذن له فيها وكتب ليلة عيد الأضحى سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، كما استوفيت القصة في كتاب (بلغة الواجد في ترجمة الشيخ الوالد).

ثم كانت وفاة الشيخ شهاب الدين البغدادي صاحب الترجمة بكرة النهار يوم الجمعة حادي عشري رجب سنة سبع وعشرين (?) وتسعمائة، وصلي عليه بالجامع الأموي ودفن بتربة الفراديس انتهى ما ذكره في الكواكب وترجمه أيضًا العكري في شذرات الذهب في أخبار من [24 - أ] ذهب، ولم يزد على صاحب الكواكب شيئًا رحمهم الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015