* فصل: في مذهبنا في الرؤية وسائر الصفات وخطورة النفي والتشبيه

فصْلٌ:

في نظم قوْلِهِ: وَلا يَصِحُّ الإيمَانُ بالرُّؤْيَةِ لأهْل دَارِ السَّلامِ لمَنْ اعْتبَرَهَا مِنهُمْ بوَهْمٍ، أَوْ تأوَّلهَا بفهَمٍ إذ كَانَ تأويلُ الرُّؤْيَةِ وَتأويلُ كُلِّ مَعْنىً يُضَافُ إلى الرُّبُوبيَّة بترْكِ التأويلِ، وَلُزُوم التسْلِيمِ، وَعَليْهِ دِينُ المُسْلِمِينَ، وَمَنْ لمْ يتوَقَّ النفيَ والتَّشْبِيهَ

زَلَّ وَلمْ يُصِبِ التَّنْزِيهَ، فإنَّ رَبَّنا جَلَّ وَعَلا مَوْصُوفٌ بصِفاتِ الوَحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الفرْدَانِيَّةِ، لَيْسَ في مَعْناهُ أحَدٌ مِنَ البَريَّةِ.

599 - مَنْ يَعْتَبرْ رُؤْيَتَهُ بوَهْمِ ... أَوْ خَاضَ في تأْوِيلِها بفَهْمِ

600 - فَإِنَّهُ برُؤْيةِ الرَّحْمَنِ ... مَا صَحَّ أنْ يَكُونَ ذا إيمَانِ

601 - إِذِ السَّبِيلُ الحَقُّ في تأْوِيلِها ... بتَرْكِ ما يُفْضِي إلى تعْطِيلِها

602 - ثمَّ لُزُومِ جَانِبِ التسْلِيمِ ... مَعْ رَدِّ كُنْهِهَا إلى العَليمِ

603 - فَلَيْسَ مِنْ تعْطِيلٍ او تحْرِيفِ ... وَلَيْسَ مِنْ تمثِيلٍ اوْ تكْيِيفِ

604 - هَذَا هُوَ الطَّرِيقُ في الإثبَاتِ ... لِسَائِرِ الأَسمَاءِ والصِّفَاتِ

605 - فَالدِّينُ إِثْبَاتٌ مَعَ التَّنْزِيهِ ... أَيْ بِتَوَقِّي النَّفْيِ والتَّشْبِيهِ

606 - وَزَلَّ ثمَّ لمْ يُصِبْ تَنْزِيها ... مَنْ لمْ يَدَعْ نَفْيًا ولا تَشْبِيها

607 - فَلْتَدَعِ التَّحْرِيفَ والتَّعْطِيلا ... وَلْتَتْرُكِ التَّكْيِيفَ والتَّمْثِيلا

608 - فاللهُ فرْدٌ وَاحِدٌ في ذَاتِهِ ... وَفي فِعَالِهِ وَفي صِفَاتِهِ

609 - وَليْسَ في مَعْناهُ مَنْ مَاثَلَهُ ... وَلمْ يكُنْ في الخَلْقِ مَنْ عَادَلَهُ

610 - تقَدَّسَ اللهُ عَنِ التَّشْبِيهِ ... وَمَا يَقُولُ الظَّالِمُونَ فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015