وَالشَّثُّ: شَجَر مُرُّ الطَّعْمِ، لَا أدْرِي أيُدْبَغُ بِهِ أمُ لَا. انتهَى كَلَامُهُ.
وَامَّا الْقَرَظُ، فَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (?): الْقَرَظُ: وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ، يُقَالُ: أدِيمٌ مَقْرُوظٌ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ: شَجَر بِعَيْنِهِ مَعْرُوفٌ، وَلَيْسَ بِالسَّلَمِ وَلَا وَرِقِهِ (?). قَالَ الْحَارِثُ بِنْ حِلِّزَةَ (?):
حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِينَ بِكَبْشٍ ... قُرَظِيٌّ كَأَنَّهُ عَبْلَاءُ (?)
قَالُوا: الْكَبْشُ الْقُرَظِيُّ: مَنْسُوبٌ إلَى بِلَادِ الْقَرَظِ (?)، (وَسَافَرَ إلَى بِلَادِ الْقَرَظِ) (?) وَهِيَ الْيَمَنُ (?)، لأنهَا مَنَابِتُ الْقَرَظِ (وَقَالُوا (?): ثَوْب مُقَرظ، كَأنَّهُ مِنْ الْقَرَظَ) (26).
قَوْلُهُ: "لِلسَّرَفَ وَالْخُيَلَاءِ" (?) السَّرَفَ: التَّبْذِيرُ وإِنْفَاقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ (?)، وَتَرْكُ الْقَصْدِ فِي النَّفَقَةِ وَغَيْرِهَا. وَالْخُيَلَاءُ: الكِبْرُ وَالإعْجَابُ، يُقَالُ مِنْهُ (?): أخْتَالَ فَهُوَ فُو خُيَلَاءَ وَهُو خَالٍ (?) وَذُو مَخِيلَةٍ أَيْ: ذُ كِبْرٍ (?).
قَوْلُهُ: "إنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ" (?) قَالَ الزَّجَّاجُ: أيْ يُرَدِّدُهُ (?) فِي جَوْفِهِ، وَقَالَ الْهَرَوِي (?): سَمِعْتُ الْأزْهَرِيَّ يَقُولُ: أرَادَ بِقَوْلِهِ "يُجَرْجِرُ" أيْ يَحْدُرُ وَيُلْقِى فِيِهِ نَارَ جَهَنَّمَ، فَجَعَلَ الشرَّاَبَ (?) وَالْجَرْعَ جَرْجَرَة. وَهُوَ: صَوْتُ الْمَاءِ فِي الْجَوْفِ (?)، وَقِيلَ: التجَرْجُرُ وَالْجَرْجَرةُ [صَبُّ] (?) الْمَاءِ فِي الْحَلْقِ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (?): الْجَرْجَرَةُ: صَوْت يُرَدِّدُهُ الْبَعِيرُ فِي حَنْجَرَتِهِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (?): هُوَ مِنْ جَرْجَرَ الْفحْلُ: إذَا رَدَّدَ الصَّوْتَ فِي حَنْجَرَتِهِ. قَالَ الْأغْلَبُ (?) الْعِجْلِيُّ (?):
وَهُوَ إِذَا جَرْجَرَ بَعْدَ الْهَبِّ
جَرْجَرَ فِي حَنْجَرَةٍ كَالْحُبِّ
وَهَامَةٍ كَالْمِرْجَلِ المُنْكَبِّ (?)