قَوْلُهُ: "وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَن يَكونَ أَلْحَنَ بِحُجَتِهِ" (?) أَىْ: أَفْطنَ وَأَقْوَمَ بِها، يُقالُ: لَحِنَ يَلْحَنُ لَحَنًا- بِفَتْحِ الْحاءِ: إِذا أَصابَ وَفَطِنَ (?). قالوا: وَأَمّا اللَّحْنُ- بِإِسْكانِ الْحاءِ: فَهُوَ الْخَطَأْ (¬11)، وَاللَّحْنُ أَيْضًا: اللُّغَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رَضِىَ الله عَنْهُ: "أُبَىٌّ أَقرَؤُنا وَإِنَّا لَنَرْغَبُ عَنْ كَثيرٍ مِنْ لَحْنِهِ" أَيْ: لُغَتِهِ، وَكانَ يَقْرَأُ {التَّابُوهُ} (?) قالَ (?):
وَقَوْم لَهُمْ لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قَوْمِنا ... وَسَكْلٌ وَبَيْتِ اللهِ لَسْنا نُشاكِلُه
وَاللَّحْنُ أَيْضًا: التَّعْريضُ وَالِإشارَةُ، قالَ أَبو زَيْد: يُقالُ: لَحَنْتُ لَهُ -بِالْفَتْحِ- لَحْنًا: إِذا قُلْتَ لَهُ قَوْلًا يفْهَمُهُ عَنْكَ، وَيَخْفَى عَنْ غَيْرِهِ، ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (?).
قالَ ابْنُ الْأَنْبارِىِّ: مَعْناهُ: وَلَتَعْرِفنَهُمْ فِى مَعْنَى القَوْلِ.
وَقالَ الْعُزَيْزِىُ (?): فَحْوَى الْقَوْلِ وَمَعْناهُ.
وقالَ الْهَرَوِىُّ (?): فِى نَحْوِهِ وَقَصْدِهِ. وَأَنْشَدُوا لِلْقَتَّالِ الْكِلابِىِّ (?):
وَلَقَدْ لَحَنْت لَكُمْ لِكَيْما تَفْهَموا ... وَوَحَيْتُ وَحْيَا لَيْسَ بِالْمُرْتابِ