وَمِنْ باب عَدَدِ الشُّهودِ

قَوْلُهُ: "رَأَيْتُ اسْتَاتَنْبُو" (?) الاسْتُ: الْعَجزُ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ حَلْقَةُ الدُّبُرِ، وَأصْلُها: سَتَة عَلى وَزْنِ فَعَلٍ -بِالتَّحريك- يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ أَنَّ جَمْعَهُ أَسْتاهٌ، مِثْلُ جَمَلٍ وَأَجْمالٍ، وَلا يَجوزُ أَنْ يَكونَ مِثْلَ جِذعٍ وَقُفْلٍ اللَّذَيْنِ يُجْمعانِ أَيْضًا عَلى أَفعالٍ؛ لأنَّك إِذا رَدَدْتَ (?) الْهاءَ التي هِىَ لامُ الْفِعْلِ، وَحَذَفْتَ العَيْنَ، قلْتَ: سَهٌ- بِالْفَتْح، قالَ الشَّاعِرُ (?):

شَأَنكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وَسَمينُها ... وَأَنْتَ السَّه السُّفْلى إِذا ذُكِرَتْ (?) نَصْرُ

يَقولُ: أَنْتَ فيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الاسْتِ مِنَ النّاسِ.

قَوْلُهُ: "تَنُبو" أَيْ: تَرْتَفِعُ، أَرادَ هَا هُنا: الْعَجُزَ دونَ حَلْقَةِ الدُّبُرِ.

قَوْلُهُ: "وَإنَّما الْقِصاصُ فِى ضِمْنِهما " (?) أَيْ: فِيما يَشْتَمِلانِ عَلَيْهِ، مِنْ قَوْله: فَهِمْتُ ما تَضَمَّنَهُ كِتابُك، أَيْ: مَا اشْتمَلَ عَلَيْهِ، وَكانَ فِى ضِمْنِهِ. وَأَنْفَذْتُهُ ضِمْنَ كِتابِى، أَيْ: فِى طَيِّهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015