يُقالُ: الْغِناءُ رُقْيَةُ الزِّنا (?)، وَيُقالُ: إِنَّ سُلَيْمانَ بْنَ عَبْد الْمَلِكِ سَمِعَ فِى مُعَسْكَرِهِ مُغَنِّيًا فَدَعا بِهِ فَخَصاهُ فَقالَ: إِنَّ الْغنِاءَ رُقْيَةُ الزنا، وَكانَ شَديدَ الْغَيْرَةِ (?). وَأَنْشَدَ بَعْض أَهْلِ الْعَصْرِ (?):
يا حادِىَ الْعيسِ رِفْقًا بِالْقَواريرِ ... فَقَدْ أَذابَ سُراها بِالْقَوَى رِيرِى (?)
وَشَفَّها السَّيْرُ حَتَّى ما بِها رَمَقٌ ... فِى مَهْمَهٍ لَيْسَ فيهِ لِلْقوَارِى رِى (?)
جَمْعُ قارِيةٍ، وَهِيَ: الْفاخِتَةُ.
قَوْلُهُ: "فَأنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقالَ: هِيهِ" (?) مَعْناهُ: زِدْ، وَهو اسْمُ فِعْلٍ يُؤْمَرُ بهِ، أَيْ: زِدْ فِى إِنْشادِكَ، يُنَوَّنُ، فَمَنْ نَوَّنَ، فَمَعْناهُ: زِدْنِي حَديثًا؛ لِأنَّ التَّنْوِينَ لِلتّكْثيرِ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ، فَمَعْناهُ: زِدْنِي مِنَ الْحَدِيثِ الْمَعْروفِ مِنْكَ.
وَأَصْلُهُ: إِيه، وَالْهاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، تَقولُهُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَزَدْتَهُ مِن حَديثٍ أَوْ عَمَل (?)، قالَ ذُو الرُّمَّةِ (?):
وَقَفْنا فَقُلْنا إِيه عَنْ أُمِّ سَالمٍ ... وَما بالُ تَكْليمِ الدِّيارِ الْبَلاقِعِ
وَأَمّا إِيهًا، فَمَعْناهُ: كُفّ، وَلَمْ يَجِىءْ إِلَّا مُنَكَّرًا، قالَ النَّابِغَةُ (?):
إِيهًا فِدَاءٍ لَكَ الْأَقْوامُ كُلُّهُمُ ... وَمَا أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ وَمنْ وَلَدِ