قَوْلُهُ: "وَجَبَ عَلَيْهِ الرَّجْمُ" (?) أَصْلُهُ: الرَّمْىُ بِالْرِّجام، وهِىَ: الْحِجارَةُ الضِّخامُ، وَكُل رَجْمٍ فِى الْقُرْآنِ، فَمَعنَاهُ: الْقَتْلُ (?). وَأَمَّا الْجَلْدُ: فَمَأْخوذٌ مِنْ جِلْدِ الإِنْسانِ، وَهُوَ: الضَّرْبُ الَّذى يَصِلُ إلَى جِلْدِهِ.
قالَ الْجَوْهَرِيُّ (?): جَلَدَهُ الْحَدَّ جَلْدًا، أَيْ: ضَرَبَهُ وَأَصابَ جِلْدَهُ، كَقَوْلِكَ: رَأَسَهُ وَبَطَنَهُ.
وَإنَّما جُعِلَت الْعُقوبَةُ فِى الزِّنا بِذَلِكَ، وَلَمْ تُجْعَلْ بِقَطْعِ آلِة الزِّنا، كما جُعِلَت عُقوبَةُ السَّرِقَةِ وَالْمُحارَبَةِ بِقَطعِ آلةِ السرِقَةِ، وهىَ الْيَدُ وَالرِّجْلُ؛ لأنهُ يُؤَدِّى إِلَى قَطْعِ النسْلِ، وَلَعَلَّ قَطْعَ يَد السارِقِ يَكونُ عَامًّا فِى السَّارِقِ وَالسَّارِقَةِ، وَقَطْعُ الذَّكَرِ يَخْتَصُّ بِالرَّجُلِ دُونَ الْمَرْأَةِ.
قَوْلُهُ: "كانَ عَسِيفًا" (?) الْعَسيفُ: الأَجيرُ، وَالْجَمْعُ عُسَفَاءُ، قال (?):
أَطَعْتُ النَّفسَ فِى الشَّهَوَاتِ حَتَّى ... أَعَادَتنِي عَسيفًا عَبْدَ عَبْدِ
قَوْلُهُ تعالى: {الْمُحْصَنَاتِ} (?) الإِحْصانُ الإعْفافُ عَنِ الزِّنا، وَالْمُحصَناتُ أَيضًا: المُزَوَّجاتُ، وَ {أُحْصِنَّ} زُوِّجنَ؛ لأنَّها تسْتَعِفُّ بِالزَّوْج عَنِ الزِّنا، وَأَصلُهُ: الامْتِناعُ، مَأْخوذٌ مِن الْحِصْنِ الَّذِي يُمتَنَعُ بِهِ مِنَ العَدُوِّ (?).