الْبَيَانِ (?) (فِى بَابِ الزَّمَانَةِ) (?) وَأمَّا الْمَنْشُوشُ، فَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ سَلِيطُ السِّمْسِمِ، فَيُحْمَى فِى النَّارِ، ثُمَّ يُطرحَ فِيهِ زَهْرُ الخِلَافِ، وَهُوَ الْبَانُ الْمَذْكُورُ، وَيُتْرَك حَتَّى يَنْضَج ثُمَّ يُعْصَرُ، فَهَذَا هُوَ الْمَنْشُوشُ. وَقَالَ فِى تَاجِ (?) الْمَصَادِرِ: الْمَنْشُوشُ: هُوَ الْمَخْلُوطُ. وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (?): وَفِى كَلَام الشَّافِعِى فِى صِفَةِ الادِّهَان: البَانُ الْمَنْشُوشُ بِالطِّيبِ: أَىْ (?) الْمَخْلُوطُ، نَشْنَشْتُهُ (?): إِذَا خَلَطهُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (?): النَّشُّ وَالْمَشُّ: الدَّوْفُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: زَعْفَرَانٌ مَنْشُوشٌ. وَقَالَ فِى النَّبيذِ (?): "إِذَا نَشَّ فَلَا تَشْرَبْهُ" يُقَالُ: الْخَمْرُ تَنِشُّ: إِذَا أَخَذَتْ فِى الْغَلَيَانِ. وَالدَّوْفُ: أن يُبَلَّ فِى الْمَاءِ، دُفْتُ الدَّوَاءَ: بَلَلْتُهُ بِالْمَاءِ وَبِغَيْرِهِ فَهُوَ مَدُوفٌ (?).
نَافِجَةُ الْمِسْكِ (?): الْجِلْدَةُ الَّتِى يُخْلَقُ فِيهَا، وَهِىَ سُرَّةُ الْغَزَالِ (?).
قَوْلُهُ (?): "فَلْيُهْرِقْ دَمًا" (?) يُقَالُ (?): أَرَاقَ وَهَرَاقَ، تُبْدَلُ الْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَيَجُوزُ إِسْكَانُ الْهَاءِ وَفَتْحُهَا، وَقَدْ مَضَى مُسْتَقْصَىً (?).
قوْلُهُ: "الْجَزَاءُ" (?) الْجَزَاءُ: قضَاءُ الْحَقِّ، قالَ اللهُ تَعَالَى: {يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (?) أَىْ: لَا تَقْضِى (?) (وَالْمُتَجَازِى) (?): الْمُتَقَاضِى. كَأنَّهُ يَقضى مَا وَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ إِعْلَافِ الصَّيْدِ.
قَوْلُهُ: "دَارَ النَّدْوَةِ" (?) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهم كَانُوا يَنْدُونَ بِهَا (?)، أَىْ: يَجْتَمِعُونَ لِلْمُشَاوَرَةِ، وَهِىَ كَالنَّدِيَّ: مَجلِسُ القومِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ.
قَوْلُهُ: "نَهسَتهُ حَيَّةٌ" يُقَالُ: نَهَسَ اللَّحْمَ- بِالسين الْمُهْمَلَةِ: إذَا أخَذَهُ بِمُقَدَّمِ الأسْنَانِ، يُقَالُ: نَهَسْتُ اللَّحْمَ، وَانْتَهَسْتُهُ. ونَهْسُ (?) الحَيَّةِ أَيْضًا نَهْشُهُ (?)، قَالَ الرَّاجِزُ (?):
وَذَاتِ قَرْنَيْنِ طَحُونِ الضِّرْسِ
تَنْهسُ لَوْ تَمَكَّنَتْ مِنْ نَهْسِ
وَنَهَشَتْهُ الحَيَّةُ -بالسِّين المُعْجَمَةِ- أَيْضًا: لَسَعَتْهُ.