أَصْلُ الْحَجِّ فِى اللُّغَةِ: الْقَصْدُ، يُقَالُ: حَجٌّ وَحِجٌّ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْحِجَّةُ بِالْكَسْرِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ (?)، جَاءَ نَادِرًا (?)، قَالَ (?) الكِسَائِىُّ: لَا يُقَالُ غَيْرَ ذَلِكَ (?). وَرَجُلٌ مَحْجُوجٌ: أىْ: مَقْصُودٌ قَالَ الْمُخَبَّلُ (?):
وَأشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ (?) الزِّبْرِقَانِ الْمُزَعْفَرَا
قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (?): أَىْ: يُكْثِرونَ الاخْتِلَافَ إِلَيْهِ. هَذَا الأصْلُ. ثُمَّ تُعُورِفَ اسْتِعْمَالُهُ فِى الْقَصْدِ إلَى مَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ. وَالْعُمْرَةُ: أصْلُهَا: الْقَصْدُ أيْضًا (?)، قَالَ الْعَجَّاجُ (?):
لَقَدْ سَمَا (?) ابْنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعْتَمَرْ ... مَغْزىً بَعِيدًا مِنْ بَعِيدٍ وَضَبَرْ
أَىْ: قَصَدَ مَغْزَىً بَعِيدًا. وَسُمِّيَتْ عُمْرَةً؛ لِأنَّهَا تُفْعَلُ فِى الْعُمْرِ كُلِّهِ (?). وَقِيلَ: لِأنَّهَا تُفْعَلُ فِى مَوْضِعٍ عَامِرٍ (?)، وَتَكُونُ الزيَارَةُ أيْضًا، قَالَ الْأعْشَى: (?).
وَجَاشَت النَّفْسُ لَمَّا جَاءَ فَلُّهُمْ ... وَرَاكِبٌ جَاءَ مِنْ تَثْلِيثَ مُعْتَمِرٌ
أَىْ: زَائِرٌ.
قَوْلُهُ: "لِعَامِنَا أَمْ لِلأبَدِ" (?) الأبَدُ: الدَّهْرُ، يُقَالُ: لَا أفعَلُهُ أبَدَ الآبِدِينَ، كَمَا يُقَالُ: دَهْرَ الدَّاهِرِينَ. وَأبَدَ بِالْمَكَانِ أُبُودًا: إِذَا أقَامَ فِيهِ (?).
قَوْلُهُ: " (?) وَلَا يَتَنَاهَى" هُوَ يَتَفَاعَلُ (?) مِنَ الانْتِهَاءِ، أى: يَصِيرُ لَا انْتِهَاءَ لَهُ.