أَصْل الزَّكَاةِ فِى اللُّغَةِ: النَّمَاءُ وَالْكَثْرَةُ، زَكَا الْمَالُ يَزْكُو: إِذَا كَثُرَ، وَدَخَلَتْهُ الْبَرَكَةُ، وَزَكَا الزَّرْعُ إِذَا نَمَا (?). وَسُمِّيَت الصَّدَقَةُ زَكَاةً؛ (لِأنَّهَا (?) سَبَبُ النَّمَاءِ وَالْبَرَكَةِ.
وَقِيلَ: أَصْلُهَا: الطَّهَارَةُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى (?): {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} (?) أَىْ: طَاهِرَةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (?) أَىْ: طَاهِرًا.
وَقِيلَ: مَأخُوذٌ مِنْ تَزَكَّى، أَىْ: تَقَربَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى (?): {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} (?) وَقَوْلُهُ [تَعَالَى]: {يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (?).
وَقِيلَ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ. وَقَالَ [تَعَالَى]: {خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً} (?) أَىْ: عَمَلًا صَالِحًا (?)، فَكَأَنَّهَا تُطَهِّرُ مِنَ الذُنُوبِ، وَتُقَرِّبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى.
وَجَاءَ فِى الْقُرْآنِ: بِمَعْنَى الإِسْلَامِ {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّايَزَّكَى} (?) وَجَاءَ بِمَعْنَى الْحَلَالِ (?) {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} (?) وَجَاءَ بِمَعْنَى الشَّفْعِ، لِأنَّ الزَّكَا (?): الزَّوْجُ، وَالْخَسَا: الْفَرْدُ.
قَوْلُهُ: "مِلْكٌ ضَعِيفٌ لَا يَحْتَمِلُ الْمُوَاسَاةُ" (?) هِىَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْآسِىَّ، وَهُوَ: الطَّبِيبُ (?)، كَأَنَّهَا فِى النَّفْعِ بِمَنْزِلَةِ الدَّوَاءِ، فى النَّفْعِ مِنَ الْعِلَّةِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (?): آسَيْتُهُ بِمَالِى، أَىْ: جَعَلْتُهُ إِسْوَتِى فِيهِ وَوَاسَيْتُهُ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِيهِ.
قَوْلُهُ: "نَاقِصْ بِالرِّقِّ" (?) الرِّقِّ بِالْكَسْرِ مِنَ الْمِلْكِ، وَهُوَ الْعُبُودِيَّةُ (?).