أَصلُ الْعَزَاءِ: هُوَ الصَبْرُ، يُقَالُ: عَزَّيْتُهُ فَتَعَزَّى تَعْزِيَةً (?)، وَمَعْنَاهُ: التَّسْلِيَةُ لِصَاحِبِ (?) الْمَيِّتِ، وَنَدْبُهُ اِلَى الصَّبْرِ وَوَعْظُهُ بِمَا يُزِيلُ عَنْهُ الْحُزْنَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ فَلَيْسَ مِنَّا (?) قِيلَ: مَعْنَاهُ: التأَسِّي وَالتَّصَبْر عِنْدَ الْمُصيِبَةِ، فَإِذَا (?) أَصَابَتِ الْمُسْلِمَ مُصِيبَةٌ، قَالَ: {إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (?) كَمَا أَمرهُ الله (?).
وَمَعْنَى "بعَزَاءِ اللهِ" أَىْ: بِتَعْزِيَةِ اللهِ إِيَّاهُ، وَكَذَا قَوْلُهُ: (عَلَيْهِ السَّلَامُ) (?): "مَنْ عَزَّى مُصَابًا" (?) أَىْ: صَبَّرَهُ وَسَلَّاهُ، وَدَعَا لَهُ.
قَوْلُهُ (?): "خَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ" قَدْ ذَكَرْنَا (?) أَنَّ الخَلَفَ: مَا جَاءَ بَعْدُ،: هُوَ خَلَفُ سَوْءٍ مِنْ أَبِيهِ، وَخَلَفُ صِدْقٍ مِنْ أَبيهِ - بِالتَّحْرِيكِ: إِذَا قَامَ مَقَامَهُ.
قَوْلُهُ (9): "وَدَرْكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ" أَىْ: عِوَضًا. وَأَصْلُ الدَّرْكِ: اللُّحُوقُ، يُقَالُ: أَدْرَكَهُ، أَىْ: لَحِقَهُ، كَأَنَّهُ (?) لَحِقَ الْفَائِتَ وَمِنْهُ الدَّرْكُ (?) فِى الْبَيْعِ، وَهِىَ التَّبِعَةُ: يُقَالُ: مَا لَحِقَكَ مِنْ دَرَكٍ فَعَلَىَّ خَلَاصُهُ (?).
قَوْلُهُ: "أعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ" (?) أَىْ: جَعَلَهُ اللهُ عَظِيمًا (?).