قوله: "ييجع منه الكبد" (?) وهذا كثير جدا في الكتاب.
وقد يميز الحديث في مواطن قليلة، مثل قوله في الحديث: "العينان وكاء السَّه" (?)؛ قوله في الحديث: "بل أنت نسيت" (?)؛ قوله - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت أبي بكر في دم الحيض: "حتيه ثم اقرصيه" (?)؛ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه" (?).
اعتمد ابن بطال الركبي في إخراج كتابه، على مصادر قيمة، صنفها أئمة ثقات، مشهود لهم بالصدارة والحُجِّية في أبواب اللغة وأنواع الغريب، واستند في كل نوع إلى المظان المعتمدة في بابه منها ومال في كثير من مواطن شرحه إلى إسناد كل قول إلى صاحبه، ومنها:
جعل عمدته أقدم المصنفات في هذا النوع من الغريب، وفي مقدمتها: ما جمعه الإمام اللغوى عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213 - 276 هـ) في أول كتابه "غريب الحديث" (?) الذي افتتحه، على حد قوله "بتبيين الألفاظ الدائرة بين الناس في الفقه وأبوابه، والفرائض وأحكامها؛ لتعرف من أين أخذت تلك الحروف، فيستدل بأصولها في اللغة على معانيها، كالوضوء، والصلاة، والزكاة، والأذان، والصيام، والعتاق، والطلاق، والظهار، والتدبر، وأشباهها، مما لا يكمل علم المتفقه والمفتى إلا بمعرفة أصوله" (?). وجعل عنوان ما ذكره منها: ذكر الألفاظ في الفقه والأحكام واشتقاقها (?).
وثانيها: كتاب الإمام اللغوى أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنبارى (271 - 328 هـ)، وهو: الزاهر (?) في معاني الكلمات التى يستعملها الناس في صلواتهم ودعائهم وتسبيحهم وتقربهم إلى ربهم، وهم غير عالمين بمعنى ما يتكلمون به من ذلك. وفي مقدمته يقول ابن الأنبارى: "وأنا موضح في كتابي هذا، إن شاء الله تعالى، معاني ذلك كله؛ ليكون المصلى إذا نظر فيه عالما بمعني الكلام الذى يتقرب به إلى خالقه، ويكون الداعى فَهِيما بالشيىء يسأله ربه، ويكون المسبح عارفا بما يعظم به سيده. . . ." (?).
وثالثها: كتاب الإمام اللغوى أبي عبيد القاسم بن سلام (154 - 224 هـ) وهو: غريب الحديث (?) وقد تناول فيه جملة وافرة من الألفاظ الفقهية. اعتمد عليها الركبي إلى حد كبير.
ورابعها: كتاب اللغوى الكبير أبي منصور الأزهري (282 - 370 هـ) وهو شرح ألفاظ المختصر (?) وهو أقدم المصنفات المتخصصة في شرح غريب الفقه، فقد صنفه أبو منصور الأزهري قبل تهذيب اللغة، خاصة في تفسير ألفاظ الإمام الشافعي، فيما اختصره الإمام إسماعيل بن يحيى المزنى من كلام الشافعي،