الأَرْضِ} (?) تجد فيها قدراً من الثقل الفصيح؛ لأنه يصف تقاعسهم وتثاقلهم وخلودهم إلى الأرض؛ واستشعارهم مشقة الجهاد، وعزوف أرواحهم عنه وقد دعوا إليه في عام العسرة، فكان منهم ما وصفت الآية ولذلك جاء التهديد البالغ ليواجه تخاذل أرواحهم، فقال سبحانه: {إلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ويَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ولا تَضُرُّوهُ شَيْئًا} (?).
وكذلك قول الله تعالى: يحكي مقالة سيدنا نوح عليه السلام لقومه: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (?)}.
فكلمة "أنلزمكموها" فيها صعوبة في النطق تحكي صعوبة الإلزام بالآيات وهم لها كارهون.
وانظر كلمة "فعميت" وما فيها من الإدغام والمجهول، وكيف تصفان معنى "التعمية والإلباس" (?).
وأما الغرابة: فهي أن تكون الكلمة وحشية غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال.
والمراد بكونها وحشية: أن تكون غريبة على العرب الخلص لا على الناس حتى لا يحكم على كل كلمة تقادم بها العهد بأنها وحشية: لأن الذوق العربي الخالص لا يحب الإغراب في الكلمات، ويكره التباصر بالغريب والتشادق به، لأن ذلك عندهم دليل قساوة الطبع، ولهذا قالوا: الاستعانة بالغريب عجز، والتشادق في غير أهل البادية نقص ...
والغريب الذي ينفرون منه، ويخل بفصاحة الكلمة، ويحذرون من