وقوله:
يدي لمن شاء رهن لم يذق جرعاً ... من راحتيك درى ما الصاب والعسل
وفي نظائر ذلك مما تواصفوه بفساد النظم، وعابوه من جهة سوء التأليف، أن الفساد والخلل كانا من أن تعاطى الشاعر ما تعاطاه من هذا الشأن على غير الصواب، وصنع في تقديم أو تأخير، أو حذف وإضمار، أو غير ذلك مما ليس له أن يصنعه، وما لا يسوغ ولا يصح على أصول هذا العلم.
وإذا ثبت أن سبب فساد النظم واختلاله، ألا يعمل بقوانين هذا الشأن، ثبت أن الحكم كذلك في مزيته، والفضيلة التي تعرض فيه، وإذا ثبت جميع ذلك، ثبت أن ليس هو شيئاً غير توخي معاني هذا العلم وأحكامه فيما بين الكلم (?) ".
×××× ص 79 عبد القاهر الجرجاني يذكر أن العلماء - والقاضي الجرجاني منهم - قد كشفوا عن وجه ما أراده، حيث ذكروا فساد النظم وبينوا أسبابه، وهي تنحصر في عدم العمل بقوانين النحو، ويستشهد بما ذكروه في هذا الشأن. وستة الأبيات السابقة قد ذكرها القاضي الجرجاني في وساطته - عدا البيت الخامس - وجعلها في عداد ما عيب من أجل سوء النظم لعدم جريها على حسب قواعد النحو (?).
ثم يقول: "وإذ قد عرفت ذلك فاعمد إلى ما تواصفوه بالحسن وتشاهدوا له بالفضل، ثم جعلوه كذلك من أجل النظم خصوصاً دون غيره مما يستحسن