فمن وقوع الكلام جواباً عن سؤال مذكور: قول الله تعالي: {ولَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (?)}، : فقوله: "الله" جواب عن سؤال مذكور في الكلام هو قوله {مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ؟ } وقد حذف المسند في الجواب والأصل: خلقهن الله.
ومنه قوله تعالي: {ولَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ " (?)، فقوله: "الله" جواب - أيضاً - عن سؤال مذكور في الكلام، هو قوله: {مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدِ مَوْتِهَا؟ } وقد حذف المسند - أيضاً - في الجواب؛ والأصل: نزله الله، وأحيا به الأرض.
ومن وقوع الكلام جواباً عن سؤال مقدر قول الله تعالي في قراءة عن قرأ - {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصَالِ رِجَالٌ} بهناء "يسبح" للمجهول، فكأنه بعد أن قال. يسبح له فيها بِالْغُدُوِّ والآصَالِ قيل. من يسبحه؟ فقال: رجال.
ومنه قول الحرب بن ضرار بن نهشل يرني أخاه يزيد بن نهشل:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح
المختبط من جاء يطلب المعروف من غير آصرة، والعار اثح: الشدائد.
يقول إن أخاه كان عوناً للضعفاء والمظلومين، ومقصداً لآمال المحتاجين والمكروبين، فليبكه هؤلاء جميعاً، وحق لهم أن يبكوا، فقد ذهبت بذهابه صفات الكرم، وماتت بموته محامد الشيم.