النظرات (صفحة 988)

مرابض آساد ومأوى أراقم ... تجاور في قيعانها الغيل بالجحر1

يكاد يضل النجم في عرصاتها2 ... ويزورّ عن ظلمائها البدر من ذعر

لقد فعلت أيدي السوافي بنؤيها3 ... وأحجارها ما يفعل الدهر بالحر

وقفت بها في وحشة الليل وقفة ... أثار شجاها كامن الوجد في صدري

ذكرت بها العهد القديم الذي مضى ... ولم يبق منه غير بالٍ من الذكر

وعيشا حسبناه من الحسن روضة ... كساها الحيا منه أفانين من زهر

فأنشأت أبكي والأسى يتبع الأسى ... إلى أن رأيت الصخر يبكي إلى الصخر

وما حيلة المحزون إلا لواعج ... تفيض بها الأحشاء أو عبرة تجري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015