رءوس العظماء ويختلف إلى حضرته كبار الأمراء؟
الشيخ: أيها الرجل ما عن هذا أسألك, إنما أسألك: هل يسلم عليك سيدك هذا إذا مر ببابك أو يخلو بك أحيانا ليتعرف همك, وما تهتف به نفسك من رغباتك وحاجاتك؟
الفلاح: الحق أقول, يا سيدي إني ما سمعت في حياتي بأعجب من سؤالك هذا، ومتى كان السيد يخاطب عبده إلا بالأمر والنهي, أو يرفع إليه طرفه إلا بالنظر الشزر, أو يلامس بيده جسمه إلا للتأديب والتهذيب، ولقد تمر بي وبعيالي الليالي ذوات العدد ولا نكاد نجد من الخبز المخشوشب ما يملأ بطوننا فلا أجد في نفسي من الحزن والألم ما أجد من نسيان سيدي إياي بضعة أيام أو إغفاله أمري ونهيي وزجري وتأديبي، وقد أعد لي حفظه الله وأمتعني بدوام رعايته وعنايته عصيا غلاظا يتعهدني بها من حين إلى حين كلما نسيت أمرا من أوامره, أو قصرت في رعاية غرض من أغراضه فأغتبط بذلك الاغتباط كله؛ لأني أعلم أني منه على ذكر1 وأني قد نزلت من نفسه منزلة من لا يهون عليه إغفاله واطراحه وإلقاء حبله على غاربه.
الشيخ: وأين أم هذين الولدين؟