النظرات (صفحة 674)

كثب فإذا عريش من عيدان القصب مسجج1 قد ارتفع فوقه سقف من جذوع الأشجار, واعتمد على أُسيطينة2 من اللبن الأسود وامتدت أمامه صفة مستطيلة واستدار به نؤي يمنع عنه مسيل الماء, فدخلناه فلم نر فيه إلا رثة3 من المتاع لا تكاد تزيد على جوالق للخبز اليبيس وخلقان من القمص والأبراد وقدر وأثفية وجرة مملوءة ماء وحشية4 بالية مفككة تضطرب في جوفها حشوة من الليف اضطراب الجنين في جوف الحامل، فشربنا حتى ارتوينا وأخذنا من تلك الحشية مضجعنا وما زلنا على حالنا تلك سكوتا لا نتكلم حتى جاء الرجل وقد مال ميزان النهار يقزل5 في مشيته ويحمل فأسه على عاتقه ويجر وراءه ولدين صغيرين له بين الثامنة والعاشرة, فجلس وجلس ولداه بين يديه وأنشأ يلقي إلينا معاذيره ويتوجع لعجزه عن إكرامنا وإسعافنا بما نحب, فعذرناه ثم جرى بينه وبين الشيخ الحديث الآتي، وكنت أترجم بينهما لأنهما لا يكادان يتفاهمان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015