كتب إلي كاتب يقول: عرفناك قبل اليوم شاعرا ما تكتب فقرة ثم رأيناك بعد ذلك كاتبا ما تنظم بيتا، فلم لم تكتب في عهدك الأول، ولم تنظم في عهدك الثاني، كأنما ظن عافاه الله أني أكتب اليوم بقلم غير قلم الأمس, أو أهيم في واد غير ذلك الوادي، وهل الشعر إلا نثارة1 من الدر ينظمها الناظم إن شاء شعرا، وينثرها الكاتب إن شاء نثرا، أو نغمة من نغمات الموسيقى يسمعها السامع مرة من أفواه البلابل والحمائم، وأخرى من أوتار العيدان والمزاهر، أو عالم من عوالم الخيال يطير فيه الطائر بقادمتين2 من عروض وقافية، أو خافيتين3 من فقر وأسجاع؟
الكاتب الخيالي شاعر بلا قافية ولا بحر، وما القافية والبحر