للقضاء على الأمم الضعيفة وسلبها ما وهبها الله من الحسنات، وأجزل لها من الخيرات.
أليس أكبر السياسيين مقاما وأعظمهم فخرا وأسيرهم ذكرا ذلك الذي نقرأ صفحات تاريخه, فنرى حروفها من أشلاء القتلى, ونُقَطها من قطرات الدماء.
أيستطيع الرجل أن يكون سياسيا إلا إذا كان كاذبا في أقواله وأفعاله، يبطن ما لا يظهر، ويظهر ما لا يبطن، ويبتسم في مواطن البكاء، ويبكي في مواطن الابتسام.
أيستطيع الرجل أن يكون سياسيا إلا إذا عرف أن بين جنبيه قلبا متحجرا لا يقلقه بؤس البائسين، ولا تزعجه نكبات المنكوبين.
كثيرا ما يسرق السارق, فإذا قضى مأربه رفع يده متضرعا إلى الله أن يرزقه المال حلالا حتى لا يتناوله حراما، وكثيرا ما يقتل القاتل فإذا فرغ من أمره جلس بجانب قتيله يبكي عليه بكاء الثكلى على وحيدها، أما السياسي فلا يرى يوما في حياته أسعد من اليوم الذي يعلم فيه أن قد تم له تدبيره في إهلاك شعب وإفقار أمة، وآية ذلك أنه في يوم انتصاره كما يسميه هو أو في يوم جنايته كما أسميه أنا يسمع هتاف الهاتفين مطمئن القلب