النظرات (صفحة 348)

الفرق هو سبب ذلك السلطان القاهر، والحكم الجائر.

وجملة القول أن حكم المجتمع الإنساني بإدانة المرأة الزانية وبراءة الرجل الزاني حكم ظالم، ولو أنه أنصفهما لعرف فرق ما بينهما في القوة العقلية, فجعل عقاب الرجل القوي المهاجم فوق عقاب المرأة الضعيفة المدافعة، ولكنه لم يفعل ذلك؛ لأن رجاله ظلمة جائرون؛ ولأن نساءه ساذجات ضعيفات، يصدقن الرجال في أقوالهم وينظرن إلى المستحسنات والمستهجنات بأنظارهم، فإن أردنا أن تنال المرأة حقها من الرجل وأن تنتصف منه فليس سبيلها إلى ذلك المغالبة والمصارعة، فإنها أضعف منه جسما وعقلا، بل السبيل إليه أن نعلمها العلم لتعرف كيف تستعطفه وتسترحمه وكيف تحمله على إجلالها وإعظامها، وأن نعلمه كذلك ليستطيع أن يكون شخصا كريما، وإنسانا رحيما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015